النفط و البدائل الأخرى ... الجزء الأول

النفط و البدائل الأخرى ... الجزء الأول


سوق النفط و الغاز لم يعد من المفضل التعامل معه من قبل الطبقة الإستثمارية مؤخرا, وقد يعود الأمر لأسباب متعددة, منها على سبيل المثال:

  • الحديث المنتشر بووسائل التواصل الإجتماعي أن الطاقات المتجددة هي المستقبل القريب و تستبدل الوقود الأحفوري خلال العقود القريبة


  • تعهد من دول عدة مثل بريطانيا, كندل, فرنسا, الولايات المتحدة بالتخلي الكلي فيها عن سيارات محركات الإحتراق (Combustion Engine), والإعتماد الكلي على سيارات الكهرباء (Electrical Vehicle) خلال الفترة من 2030 إبى 2040


  • إتفاقية بارس للمناخ واللتي من أهم تركيزاتها سحب الإنفاق و الإستثمار في مشاريع الوقود الأحفوري و إستبدالها بالطاقة المتجددة


كل هذه أمثلة توضح للمهلة الأولى بمستقبل أسود للقطاع النفطي, و الطاقة المتجددة هيو الواقع و المستقبل الوحيد المتقوع. ولكن الحقائق و الأرقام ستثبت حقيقة أخرى لمستقبل النفط.

نستهل الحديث بتحليل مستقبل إستهلاك الطاقة بشكل عام ونمو الإحتياج له, و بعض الإحصاءات ستوضح الفكرة بشكل أكثر.
تكون المقارنة هنا بين الدول المتقدمة و الأسواق الناشئة من حيث إستهلاك الطاقة للفرد الواحد (وهنا الطاقة تشمل الكهرباء، النقل، التسخين), و عندما نركز على الفرق الشاسع بينهم والأخذ بعين الإعتبار معدل النمو المتسارع لهذه الدول النامية, فنستطيع أن نستنتج مقدار الإحتياج القادم للطاقة. فحتى نهاية عام 2019, يتبين أن الفرد بأمريكا أو المملكة العربية السعودية يستهلك 10 أضعاف معدل الإستهلاك في الهند  ,3 أضعاف المعدل في الصين, وضعف المعدل في روسيا. وهذه دول فهي في طليعة الأسواق الناشئة, و و يمكن أيضا أن نلاحظ أن الفروقات تتوسع أكثر مع الدول الإفريقية و أمريكا اللاتينية.


ثم نلاحظ من البيانات اللتي بالأسفل أن الفارق آخذ بالتقلص. فالولايات المتحدة و كندا لم تغيرا من معدلات استهلاكهما للطاقة، على غرار دول نامية مثل الهند و الصين اللتي تزيد من المعدل السنوي للاستهلاك بقدار 4-6%. و مثل هذا الفرق متوقع اذا اخذنا بعين الاعتبار معدلات النمو في الأسواق الناشئة اللتي تحتاج للطاقة كمغذي لمثل هذا النمو.
,وهنا نأكد مرة أخرى على هذه النقطة. حتى تستطيع الدول الدفع بعجلة النمو, فالمصدر الأساسي المغذي لهذا النمو هو إستهلاك أكبر للطاقة, و العلاقة واضحة. فرق الإزدياد بالناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد في دول الأسواق الناشئة يزداد بوتيرة أعلى بكثير من الدول ذي الأسواق المتقدمة, و يصاحب هذا النمو, إستهلاك أكبر من الطاقة. الرسم التوضيحي بالأسفل يقرن الناتج المحلي الإجمالي للفرد مقارنة بالإستهلاك للطاقة لفرد. طردية اضحة

ثانيا, وقبل الدخول بأساس الموضوع. نفهم مبدأ  Energy Mix . وهو أن الدول في توليدها و إستخدامها للطاقة, تعتمد على مصادر عدة (الطاقة الحيوية, نفط, غاز, طاقة نووية, رياح, شمسية, الخ) , التوزيع بينهم أختلف على مدى السنين. فعندما كان الفحم بأوجه في بدايات القرن العشرين, بدأ النفط يأخذ حصة أكبر تدريجيا، وهذا طبيعي، فعندما يدخل مصدر طاقة فعال أكثر، يبدأ بإستبدال الاقل كفاءة, ولكن هذه لا يعني إضمحلال المصدر القديم تماما.  الرسم التوضيحي بالأسفل يوضح التوزيع منذ عام 1800 عندما كان الإعتماد الكلي على الوقود البيولوجي، ثم الفحم، ثم النفط و الغاز، دخولا بمصادر الطاقة الصديقة أكثر للبيئة, و حتى يومنا هذا ما زلنا نعتمد عليهم جميعا, ولكن بنسب متفاوتة. و هذا هو ال Energy Mix.

وعلى رغم إختلاف نسب التوزيع على مر الزمن, ولكن وكما ذكرنا سابقا، الإستهلاك الكلي يزداد كليا لسبب زيادة الطلب على #الطاقة كمصدر أساسي لنمو الدول.  الرسم المرفق يوضوح تطور الإستهلاك على مر السنين و نسب التوزيع بينهم.

إذا الزبدة ما سبق:

فرق إستهلاك الطاقة بين الأسواق المتقدمة و الناشئة كبير, دلالة على أن هناك زيادة طلب قادمة للطاقة أكثر مما سبق

الدول تستهلك مصادر مختلفة من الطاقة (Energy Mix) تتغير نسب التوزيع بينها, ولكن المحصل الإجمالي بإزدياد.